رابطة الكتاب الأردنيين تؤبن الراحل عصام حماد

رابطة الكتاب الأردنيين تؤبن الراحل عصام حماد

عمان - ياسر قبيلات - أقامت رابطة الكتاب الأردنيين، مساء الأربعاء الماضي، في مركز الحسين الثقافي، ندوة تأبينية بمناسبة مرور أربعين يوما على رحيل عضو الرابطة الإعلامي والشاعر عصام حماد، تحدث فيها كل من رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، د. أحمد ماضي، د.يعقوب زيادين، د. حازم نسيبة، جبران كوريه، والقاص سعود قبيلات، عبد الهادي البكار، وحسن حماد، وأدارها د. محمد إسعاد فارس.
وأكد د. يعقوب زيادين، في مستهل الندوة، أن الراحل حماد «كان سياسيا ومثقفا من طراز رفيع، تمسك بالمبدأ والعقيدة المتحررة دون انتهازية ودون تطرف مع الجميع، وذلك الموقف لم يكن غريبا عندما اشتدت الانقسامات في صفوف الشيوعيين في فلسطين والأردن. وعصام حماد طوال سني عمره ورغم ما تعرض له من نفي وتشريد وقطع أرزاق وهجومات متكررة ومتعددة وظالمة في معظم الأوقات، لم يبدل جلده أو يغير لونه ولم يترجل عن فرسه وظل صامدا حتى رحل».
وأشار د. حازم نسيبة إلى أن الراحل حماد، «كان علما من أعلام زمانه، وكان صوتا شاديا لوطنه وشعبه وقضيته شعرا ونثرا وأدبا، لم يكن يخشى في الحق لومة لائم، ولا تقعده عن العطاء صعوبة أو كريهة أو عناء. كان عصام حماد صديقا وفيا لأصدقائه، وطنيا مخلصا لوطنه، فلسطينيا حتى النخاع، أردني المواطنية، عربي الهوى والانتماء، كيف لا وقد كانت لغة الضاد عدته ولسانه وسلاحه الصارم البتار».
وألقى الناقد محمد المشايخ كلمة الإعلامي والسياسي السوري، جبران كورية، الذي استذكر علاقته مع الراحل حماد في ألمانيا، حيث وحدهما الموقف الوطني والتقدمي والالتزام بالقضايا العربية التحررية، «حيث حارب عصام وبقية الزملاء بالقلم والكلمة والموقف ضد أعداء العرب، وكانوا مبرزين في هذا الميدان ووطنيين تقدميين حقيقيين لم يستبدلوا الصديق بالعدو، ولم يركضوا وراء المال والجاه والمناصب، وكل هذا كان متاحا».
ومن جهته، قال القاص سعود قبيلات، أن الراحل عصام حماد انتمى إلى جيل عظيم، مهد السبيل أمام الأجيال اللاحقة، بريادته في الحركة السياسية التقدمية وفي الإعلام والأدب، ونشره لقيم التحرر والتقدم، وبتمسكه بمثله ومبادئه وكفاحه من أجلها، وبتجاربه العظيمة التي اجترحها وسط الأنواء والأعاصير في معمعان المعارك، وتحت سياط القهر والحصار، وفي ظل شح الموارد، ومحدودية وسائل الاتصال والمعرفة وتخلقها قياسا بما هو متوفر منها الآن. مشيرا إلى أن قوة إيمانهم بمبادئهم وأفكارهم، وثقتهم بعدالة قضية شعبهم، هي ما كان يدفعهم لبذل أقصى ما لديهم من جهد، وتحمل الصعاب الهائلة، والتغلب على العوائق الكبيرة، في سبيل الوصول إلى أهدافهم الوطنية والإنسانية النبيلة.
واستذكر المستشار الإعلامي المصري عبد الهادي البكار، في كلمته، سيرة أستاذه عصام حماد الذي اختار سوريا للعمل في إذاعتها مع رفاقه من المثقفين الفلسطينيين، وعلى رأسهم عبد الكريم الكرمي، وحسن البحيري، وفاطمة البديري رفيقة عمره، وأم ولديه مهدي ومهند. مشيرا إلى أن الراحل حماد كان لطيفا وظريفا وهادئا غير منفعل، مثقفا يساريا استثنائيا، رقيق الحواشي، كريم النفس بعيدا عن الأنانية، وعن التورط بالطمع، راضيا بما قسمه الله له ولأسرته.
وألقى كلمة آل الفقيد حسني حماد، ابن أخ الراحل، متوجها بالشكر لرابطة الكتاب الأردنيين مبادرتها لتكريم الراحل الذي كان من أعمدة الرابطة. مستعرضا مراحل مسيرة الراحل حماد منذ طفولته متطرقا إلى موهبته الأدبية، وتصالحه مع نفسه، فقد آمن بالله إيمان العلماء ورغم قناعته السياسية زاوج بينها وبين إيمانه العميق فكان من أهم قناعاته أن الله قد خلق الكون للناس كلهم دون تمايز.
وفي الختام، أعرب رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، د. أحمد ماضي، عن حزنه وألمه لرحيل شيخ الإعلاميين، وأحد رواد الشعر العربي المعاصر، بعد رحلته الطويلة مع الإعلام والإبداع، التي بدأت من الإذاعة الفلسطينية، والتي تواصلت في إذاعة دمشق، فالإذاعة الأردنية، حتى اضطر للتوجه، مرة أخرى، إلى دمشق، بسبب الأحكام العرفية، ومنها إلى ألمانيا الشرقية، ليصبح مسؤول القسم العربي في إذاعتها. وختم ماضي باستذكار آثار الراحل التي توزعت على اثني عشر كتابا في القصة والثقافة والإعلام والشعر وتاريخ المسرح، والترجمة من الألمانية إلى العربية، وبالعكس.